"ما أوسع الموت فيك" لحليمة الإ سماعيلي يتسع لموتنا جميعا-عبد الرحمان فكرود-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

"ما أوسع الموت فيك" لحليمة الإ سماعيلي يتسع لموتنا جميعا

  غلاف ديوان "ما أوسع الموت فيك" للشاعرة حليمة الإ سماعيلي    

تعكس التجربة الشعرية لحليمة الإ سماعيلي حالات هموم الذات والآخر بين جنون الكتابة وفاعل الإبداع هذه التجربة التي تعتبر تجربة رائدة في عالم الإبداع النسائي .
إبداع مهووس بلغة الغموض الذي يطبع النصوص الشعرية الحديثة وبألفاظ متحولة غير ثابتة لبناء صور شعرية متميزة وخاصة بالشاعرة ، هذه الشاعرة التي عشقت الكلمة متمردة رافضة ثائرة ممتطية صهوة جنونها فشعرها رؤيا نابعة من حدسها وبصيرتها القويين ، هذه الرؤيا ليست ذات محتوى سياسي أو اجتماعي أوذات دلالة فكرية وإنما هي انصهار بين كل هذه المضامين .
ما أوسع الموت فيك ديوان صدر " عن مطبعة الجسور بوجدة سنة 2004م بعد ديوانها الأول "عطش" الذي صدر عن مطبعة فضالة بالمحمدية سنة 2002م. من خلاله استطاعت حليمة الإسماعيلي  تفكيك عناصر هذا الواقع المر بألفاظها لتعيد تركيبها لخلق واقع بديل أكثر رحابة وجمالية فتصبح قصيدتها بوصلة تهدينا

إلى حيث تبعث الحياة من جديد
إلى حيث نلامس أحلامنا
إلى حيث نعشق الموت
إلى حيث نسري بجنوننا إلى حيث البدء

  :  فهذه هي الشاعرة حليمة الإسماعيلي تقول
باسم من لاصوت لهم
باسم صوتي المتواري
خلف الجدران البعيدة
باسم القصيدة الوليدة
قبل زمن القصيدة
باسم بقايا شخص
كان اسمه انسان
وسراب روح
من غير وجدان
باسم الكفين
باسم الزندين
باسم الشفتين
باسم انهياري
اختارت صيغة الفرد لتنوب عن الجمع فانهيارها يعني انهيار الجميع فمعاناتها يعني معاناة  هذا الجمع الذي يمتد في زمن لامتناهي زمن مطلق داخل كل الأمكنة .
: تقول حليمة
ومازلت أرنو وأسأل
أحملق في اتساعي الملتهب
كي لاتتجمد القصيدة
بين أكف الاغتراب
والخطوات الشريدة
تتسلق تابوت الغياب ،
ومازلت أرقـّـص في الأصابع
شكوك الأسئلة
بين نخيل مدينة حمراء
وتداعيات قلب
يستوطن جناح حمامة عمياء
ضلت في متاهات السماء
ومازلت أرتدي الحب حلما ...
فالشاعرة هنا
مزيج بين قوة هذيها وضعف ذواتنا
مزيج بين هدير عشقها وسيل صمتنا
مزيج بين الماء والنبض وحرقة السؤال
مزيج بين التيه والعبور
مزيج بين البدء والمنتهى
مزيج بين العبث والبعث
فما أروع أن نعشق الكلمة في شعرها ، ماأروع أن نعشق البوح ، ماأروع أن نعشق الخروج معها قليلا إلى الهامش خارج الزمن للاغتسال ماأروع أن نبحث عن الذات والاخر ، ماأروع أن نلامس معها ألوان وسحر جرأتها ماأروع أن نرفض معها جميعا طوفان الويل والجسد الموشوم والمخدوش بالوهم والألم والعدم وأرق الحريق فما أروع أن نبكي معها الوجع تئن بقلق أنوثتها وبكل شطائرها الثلاث فتقول  في قصيدة مسافرة
فإذا الروح انشطرت
وإذا السماء انفطرت
وإذا بحار الخوف فجرت
وأخرجت أثقالها وانهمرت
لتعلم نفسي في الحزن
ماقدمت وأخرت
لقد استطاعت أن تجعل من القصيدة لوحة تعبر عن همومنا وجراحنا بسحر الألوان، لقد استطاعت أن ترجع للكلمة عنفوانها ، لقد استطاعت أن تهدم كل الجدران لتبني لنا صدرا يتسع لموتنا جميعا.



 
  عبد الرحمان فكرود-المغرب (2012-04-27)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia